عناصر إجابة حول سؤال مفتوح مركب

0 التعليقات
عناصر إجابة حول سؤال مفتوح مركب

يجمع بين مفهومي الشخص والغير

السؤال:
هل يتوقف وعي الشخص وتتحدد قيمته انطلاقا من نظرة الغير إليه؟
عناصر الإجابة:
1- الفهم:
- الإطار: مجزوءة الوضع البشري: الشخص والغير.
- كتابة تمهيد مناسب لموضوع السؤال يتضمن تبريرا كافيا لطرح الإشكال …
- صياغة الإشكال: يتضمن علاقة وعي الشخص بالغير من جهة وعلاقة قيمة الشخص بالغير من جهة أخرى. ولذلك يمكن طرح التساؤلين التاليين:
• هل يمكن للشخص أن يعي ذاته في غياب وجود الغير؟
• وهل الغير شرط ضروري لتحديد قيمة الشخص ؟ …
2-
التحليل:
يجب تحليل مفاهيم السؤال والعلاقات الموجودة بينها:
مفهوم الوعي:
وهو يحيل إلى:
- الوعي النظري: التفكير في الذات والعالم …
- الوعي العملي: تمظهر الذات من خلال إنجازات وإبداعات ملموسة من خلال الفن أو الشغل …
- الوعي الأخلاقي: مجموع المعايير التي تجعلني أميز بين الخير والشر … ( كريم، متسامح، وفي …)
- الوعي السيكولوجي: المشاعر والخبرات التي تجري في الجهاز النفسي … ( حب، كراهية …)
مفهوم الشخص:
- الشخص ذات عاقلة ومفكرة (ديكارت): وهنا يمكن التساؤل: هل يمكن للتفكير أن يتم بمعزل عن الغير ؟
- الشخص هو الذات التي يمكن أن ننسب إليها مسؤولية أفعالها (كانط): هل يمكن الحديث عن المسؤولية في غياب وجود الغير ؟
- الشخص هو احترام كل فرد ومعاملته كماهية حرة (هيجل): وهنا يمكن القول بأن الاحترام والمعاملة يحيلان إلى مجال الأخلاق الذي يتطلب بالضرورة وجود الغير.
مفهوم القيمة:
- هي الصفة التي تجعل الشيء مرغوبا فيه: وهنا يمكن التساؤل؛ هل يمكن أن نرغب في أشياء لا يكون الغير طرفا فيها ؟ ( هيجل: الرغبة في رغبة أخرى/الغير )
- ما يتمتع به الشخص من صفات تجعله أهلا للتقدير: وهنا يمكن التساؤل: ما الذي يجعل الشخص جديرا بالتقدير والاحترام ؟ وأين تتمثل قيمته ؟ وهل يمكن أن تكون له قيمة بدون وجود الغير ؟
مفهوم النظرة:
يمكن أن يحيل هذا المفهوم إلى المعاني التالية:
- الحكم على الآخر انطلاقا من معايير محددة …
- الاهتمام بالآخر والحاجة إليه والرغبة في التواصل معه …
- يمكن للنظرة أن تكون إيجابية تعبر عن الإعجاب بالآخر وتقديره، ويمكن أن تكون سلبية تشيء الآخر ولا تعترف له بإنسانيته، وهذا يذكرنا بحديث سارتر عن النظرة واعتباره الغير جحيما ( الجحيم هم الآخرون).
لكن لنلاحظ هنا أنه بالرغم من اعتبار سارتر بأن الغير جحيما، فإنه يقر بضرورته بالنسبة للأنا ووعيه بذاته وهو ما يعبر عنه بقوله: < الغير هو الوسيط الضروري بيني وبين نفسي >.
3- المناقشة:
يمكن استدعاء أطروحتين أساسيتين:
أ‌- الأطروحة التي ترى أن الوعي ممكن دونما حاجة إلى الغير، وهي الأطروحة التي يمثلها بشكل أساسي ديكارت الذي أثبت وجوده بشكل حدسي ويقيني وفي عزلة أنطلوجية عن الغير…
ب‌- الأطروحة التي تقول بضرورة وجود الغير بالنسبة لوعي الشخص وتحديد قيمته.ويمكن أن نوظف هنا مواقف:
هيجل: الذي انتقد ديكارت واعتبر الوعي غير ممكنا إلا في إطار علاقة الصراع مع الغير التي يتم من خلالها إثبات الذات …
سارتر: الذي اعتبر أن الغير وسيط ضروري بين الأنا ومعرفته بذاته …
غوسدورف: الذي بين أن قيمة الشخص الأخلاقية لا تتحقق في العزلة بل في أشكال التضامن والتعايش مع الآخرين …
4- التركيب:
ويتضمن:
- خلاصة تركيبية تنسجم مع ما تم تداوله في التحليل والمناقشة.
- سؤال مفتوح: يتساءل حول حدود الفكرة المتضمنة في الخلاصة ويفتحها على آفاق عقلية وفكرية أخرى.

منهجية الكتابة الفلسفية الخاصة بالسؤال

0 التعليقات

منهجية الكتابة الفلسفية الخاصة بالسؤال

ملاحظة:

ليست المنهجية وصفة جاهزة لكل سؤال فلسفي بالقدر ما هي طريقة يمكن الإستئناس بها، فالتلميذ لديه جانب يبرز فيه قدرته على المساءلة و النقد و التحليل بشكل واعي و ذاتي، وليس بشكل ميكانيكي يحدد سلفاً.

لحظة المسودة:

لإنجازها نقترح اتباع الخطوات التالية:

1- قراءة السؤال قراءة متأنية ومتفحصة.
2- الوقوف عند أداة الاستفهام في السؤال ( هل … ، إلى أي حد … ، ما هو … ، لماذا … ، كيف … ) لفهم مطلبه الأساسي.
3- تحليل مفاهيم السؤال وتحديد العلاقات الموجودة بينها.
4- استخلاص أفكار وأطروحات لها علاقة بمضمون المفاهيم المكونة للسؤال.
5- انطلاقا من تلك الأفكار والأطروحات يكون بإمكاننا أن نصوغ الإشكال المتضمن في السؤال من خلال تساؤلات واضحة ودقيقة.

لحظة التحرير:

لإنجازها نتبع الخطوات التالية:

1- كتابة تمهيد له علاقة بموضوع السؤال ويسمح بإعطاء تبريرات كافية لطرح الإشكال المتضمن فيه، وهو الإشكال الذي يتكون من التساؤلات التي سبق لي أن صغتها في المسودة.
2- طرح التساؤلات المكونة للإشكال.
3- تحليل مفاهيم السؤال وتحديد العلاقات بينها، وكتابة الأفكار التي سبق لي أن دونتها في المسودة، مع مراعاة التسلسل المنطقي المطلوب.
4- إغناء تلك الأفكار بمعلومات وأمثلة من واقعي المعيشي ورصيدي المعرفي.
5- استدعاء الأطروحات الفلسفية المناسبة للإجابة عن التساؤلات التي استخلصتها من تحليلي لمفاهيم السؤال والأفكار المتضمنة فيه. وهي أطروحات تقدم أجوبة مختلفة عن الإشكال المطروح. ويفترض أن تقدم تلك الأطروحات مشفوعة بالمنطق الحجاجي الذي يدعمها.
6- إغناء الأطروحات الفلسفية بأمثلة ومعلومات مناسبة من أجل توضيحها، وإثبات مدى استيعاب التلميذ الجيد لها.
7- إنجاز خلاصة تركيبية تتضمن النتائج المتناسبة مع ما تم تداوله في لحظتي التحليل والمناقشة.
- يمكن للخلاصة أن تتضمن الإقرار بصعوبة الإشكال وتعدد الأطروحات الفلسفية التي تقاربه.
- يمكن الانتصار في الخلاصة لأطروحة بعينها، بشرط أن يكون التلميذ قد سبق أن قدم تبريرات كافية على ذلك.


لحظة المناقشة.

- يمكن تقديم موقف تركيبي يوفق بين الأطروحات المتعارضة التي تم تقديمها في لحظة المناقشة.
8- طرح سؤال مفتوح لتبيان حدود ما انتهينا إليه، و لفتح آفاق التفكير في الإشكال الذي تمت معالجته.

خطوات الكتابة الفلسفية بالنسبة للقـــولـــة

0 التعليقات
خطوات الكتابة الفلسفية بالنسبة للقـــولـــة

الصيغة : مقولة فلسفية موقفا من اشكالية أو تعلن عن أطروحة



المطلب : استفهام حول محتوى القولة بتحليلها ومناقشتها والوقوف على حدودها



التقديم : أحدد مجال الموضوع بشرح القولة , ثم أبرز الاشكالية التي يرتبط بها وأطرح التساؤلات التي أكشف من خلالها عن عناصر الموضوع



التحليل : أحلل القولة بتحديد الموقف الذي تتضمنه ثم أنفتح على الدرس باستدعاء المعطيات التي تتوافق ومضمون القولة من أجل إغناء التحليل وتدعيمه نظريا

الوقوف على الحجج التي تثبث الموقف

المناقشة : التفكير من داخل القولة من أجل مناقشته مضمونها وحدودها حسب الموقف الذي تعلن عنه ونمط الإشكالية التي ترتبط بها
التفكير من خارج القولة من أجل استحضار مواقف أخرى, إما مدعم إذا كان النقاش يصب في الدفاع عن القولة وإثبات مدى قوتها وتأكيد منطقيتها أو معارضة إذا كان النقاش لا براز قصور وحدود الموقف

الخلاصة : أصوغ خلاصة استنتاجيه تكشف عن رأيي الخاص من خلال التركيب بين موقف القولة والموقف المعرض ثم أخرج سؤال جديد يحيل على إشكالية ترتبط بالإشكالية المطروحة.

نمادج الإمتحانات

2 التعليقات

نمادج الإمتحانات
الامتحانات الوطنية:
النص:



القولة:


السؤال:








نصوص تتعلق بدرس الغير

0 التعليقات
نصوص تتعلق بدرس الغير

النص 1 :

” إن التباعد باعتباره خاصية مميزة للوجود – مع- الغير ، يلزم عنه أن “الموجود - هنا” يجد نفسه داخل وجود مشترك يومي تحت قبضة الغير . إن الموجود – هنا ، باعتباره وجودا فرديا خاصا ، لا يكون مطابقا لذاته ،عندما يوجد على نمط الوجود مع الغير، لأن الآخرين أفرغوه من كينونته الخاصة . فإمكانيات الوجود اليومية للموجود هنا ، توجد تحت رحمة الغير. فالغير في هذه الحالة ليس أحدا متعينا ، بل على العكس من ذلك ، بإمكان أي كان أن يمثله ، فما يهم هو هذه الهيمنة الخفية التي يمارسها الغير على الوجود - هنا عندما يوجد مع الغير . فالذات نفسها عندما تنتمي إلى الغير تقوي بذلك من سلطته. إن ” الآخرين” ، الذين نسميهم بهذا الاسم لإخفاء أننا ننتمي إليهم بشكل أساسي ، هم الذين يوجدون منذ الوهلة الأولى ، و في الغالب ، في الحياة المشتركة على نمط ” الموجود - هنا “.
في استعمالنا لوسائل النقل العمومية ، أو في استفادتنا من الخدمات الإعلامية ( قراءة الصحف مثلا)، نجد أن كل واحد منا يشبه الآخر. فهذا الوجود - المشترك يذيب كليا الموجود - هنا ، الذي هو وجودي الخاص، في نمط وجود الغير، بحيث يجعل الآخرين يختفون أكثر فأكثر و يفقدون ما يميزهم و ما ينفردون به . إن وضعية اللامبالاة و اللاتمييز التي يفرضها الوجود مع الغير، تسمح للضمير المبني للمجهول ” on” أن يطور خاصيته الديكتاتورية التي تميزه.
إننا نتسلى ونلهو كما يتسلى ” الناس ” و يلهون ، ونقرأ الكتب و نشاهد الأفلام ، ونحكم على الأعمال الأدبية و الفنية كما يقرأ الناس و يشاهدون الأفلام و يحكمون على الأعمال الأدبية ، و ننعزل عن الحشود كما ينعزل الناس عنها ونعتبر فضيحة ما يعتبره الناس كذلك(…)
يمكن أن نقول : لقد أريد هذا ، كما يمكن أن نقول لا أحد أراد هذا فيصبح كل واحد هو آخر، ولا أحد هو هو ، إن المجهول الذي يجيب على سؤال من هو هذا الموجود - هنا ليس شخصا متعينا ، إنه لا أحد .”
مارتن هايدغر Martin Heidegger : “الوجود والزمن” Etre et Temps ، الترجمة الفرنسية لبويم دي ويلهانس، غاليمار، 1964، ص 158- 160 .

عن مقرر رحاب الفلسفة، 2باك مسلك الآداب والعلوم الإنسانية، طبعة 2007، ص 31.

 النص 2:

” لننظر مثلا إلى الخجل ، إنه ضرب من الشعور، إنه شعور غير مباشر بالذات كخجل ، وهو بهذا الشكل مثال لما يسميه الألمان بالمعيش ، فهو سهل و ممكن تأمله . و فضلا عن ذلك فإن تركيبه قصدي ، إنه إدراك خجول لشيء ما ، و هذا الشيء هو أنا ، إني خجول مما أكونه . فالخجل يحقق إذن علاقة باطنية بين الأنا و الأنا ، و قد اكتشفت في الخجل مظهرا من وجودي. ومع ذلك فعلى الرغم من أن بعض الأشكال المركبة و المشتقة من الخجل يمكن أن تظهر على المستوى التأملي، فإن الخجل ليس أصلا ظاهرة للتأمل . و الحق أنه مهما تكن النتائج التي يمكن الحصول عليها في الخلوة بواسطة الممارسة الدينية للخجل ، فإن الخجل في تركيبه الأول هو خجل أمام شخص ما . لقد قمت بحركة غير لائقة ، و هذه الحركة تلتصق بي ، لا أحكم عليها و لا ألومها ، بل أحياها فقط ، و أحققها كنمط من أنماط الوجود من أجل الذات .
لكن ها أنذا أرفع رأسي فجأة ، وكأن هناك أحدا رآني ، و أتحقق من كل ما في حركتي من سوقية فأخجل . و من المؤكد أن خجلي ليس تأمليا ، لأن حضور الغير في شعوري.. لا يتوافق مع الموقف التأملي . ففي مجال تأملي الخاص لا أستطيع أبدا أن أجد سوى الشعور الذي هو شعوري، ولكن الغير هو الوسيط الذي لا غنى عنه بيني أنا و بين نفسي : فأنا خجول من نفسي من حيث أتبدى للغير.
و بظهـور الغير ، أصبح في مقدوري أن أصدر حكما على نفسي كما أصدره على موضوع ما ، لأني أظهر للغير بوصفي موضوعا ، و مـع ذلك فإن هـذا الموضوع المتبدي للغير ، ليس صورة تافهة في عقل الغير . إن هذه الصورة ستنتسب كلها إلى الغير، ولا يمكن أن ” تمسني ” . و يمكنني أن أحس بالضيق و الغضب إزاءها ، كما يحدث أمام صورة لنفسي تضفي علي قبحا..
و هكذا نجد أن الخجل هو خجل من الذات أمام الغير . فهاتان البنيتان غير منفصلتين ، و لكن في الوقت نفسه أنا في حاجة إلى الغير لأدرك إدراكا كاملا كل بنيات وجودي ، ولهذا فإن ما هو من أجل ذاته يحيل على ما هو من أجل الغير( في نظر الغير).”
جان بول سارتر : ” الوجود والعدم”، باريز، غاليمار، 1957، ص 275-277 .

عن مقرر منار الفلسفة، للسنة الثانية باكلوريا مسلك الآداب والعلوم الإنسانية، طبعة 2007، ص29 .

النص 3:

” أكيـد أنــنا ندرك فــرح الغيـر من خــلال ابتسامتـه ، كما نــدرك همومـه و ألمـه من دموعـه ، و خجلـه من احمـرار وجهـه ، ودعاءه من يديه الملتصقين ، وحبه من نظرته الحنونة ، و غضبه من اصطكاك أسنانه ، و تهديده و رغبته في الإنتقام من قبضة يده.
أما إذا قيل لي : إن هذه ليست “إدراكات” لأن الإدراك هو مجموعة من الأحاسيس ، و إننا لا نحس بالحالة النفسية الداخلية لغيرنا ، و إننا لا ننفعل بما يأتي من نفسية غيرنا ، فإني سأكتفي بأن أطلب من أصحاب هذا القول أن يتركوا هذه النظريات المرفوضة ، و أن يلتفتوا إلى الوضعية الفينومينولوجية(…) إني لا أرى “عيون” الآخر (كموضوع) ، بل إني أراها تراني، وقد أراها تراني بكيفية تجعلني لا أراها تراني ! فأدرك ، من خلال هذه الطريقة ، أن الآخر “يدعي” الإحساس بما لا يحس به ، وبأنه يمزق الرابطة التي تربط تعبيره الطبيعي (الخارجي) بحياته النفسية (الداخلية) (…)
إن ما ندركه ، منذ الوهلة الأولى ، ليس جسد الغير ، و لا نفسيته ، بل ندرك الغير بوصفه كلا لا يقبل القسمة ، إذ لا يمكن أن نقسمه إلى قسمين ، أولهما يدرك داخليا(نفسيا) ، و ثانيهما يدرك خارجيا (جسديا) (…) إن المضمونيــــن ، الداخـــلي والخــــارجي، يترابطان ترابطا وثيقا بخيط دائم و مستقل عن كل ملاحظة أو استقراء . فمظاهر هذه الوحدة الجسدية الفردية ، تبقى رغم تنوعها و خارجيتها( اللون، الشكل، الحركة) تابعة للكل الفردي الحي (…) لهذا السبب ، يكون من المستحيل تفكيك وحدة ظاهرة التعبير لدى الغير، سواء كان هذا التعبير ابتسامة ، أو نظرة مهددة أو حامية ، أو حنونة ، إلى وحدات صغرى لإعادة تشكيلها ، فيما بعد ، للحصول على نفس الظاهرة الكلية التي التقينا بها في البداية . إن ما يكون ممكنا بالنسبة للعالم الطبيعي الفيزيائي، ليصبح ، وأشدد على هذا القول ، مستحيلا بالنسبة للظواهر التعبيرية الإنسانية ، إذ لا يمكنني ، حسب نمط الإدراك الخارجي ، أن أتبنى موقف الإدراك الخارجي فأقطع الموضوع المدرك إلى مكوناته الصغرى ، غير أني لن أنجح ، أبدا ، بالرغم من كل التركيبات الممكنة لهذه الأجزاء ، في إعادة تشكيل الوحدة التعبيرية للابتسامة”، أو “الدعاء”، أو “التهديد”. و لهذا فإن احمرار وجنتي الغير يتجاوز أن يكون مجرد احمرار وجنتين يختزل في المظهر الخارجي للإحمرار، فهو لا يتساوى مع إدراكي الداخلي للإحمرار بوصفه “خجلا” .”
ماكس شيلر : “طبيعة التعاطف و شكله”

 النص 4:

” كيف لا أحس (…) بأن هذه الحميمية مع ذاتي التي تحميني و تحددني ، هي عائق نهائي أمام كل تواصل مع الغير ؟ فقبل قليل، كنت بالكاد موجودا وسط الآخرين . و الآن اكتشفت فرحة الإحساس بأنني أحيا ، إلا أنني وحيد في الانتشاء بفرحي . إن روحي ملك لي فعلا ، غير أنني سجين داخلها ، و لا يمكن للآخرين اختراق وعيي ، مثلما لا يمكنني فتح أبوابه لهم ، حتى و لو تمنيت ذلك بكل صدق (…) إن نجاحي الظاهري يخفي هزيمة شاملة : فالتجربة الذاتية وحدها هي الوجود الحقيقي ، و هي تجربة تظل غير قابلة ، اعتبارا لجوهرها ، لتكون موضوع نقل أو إخبار . فأنا أعيش وحيدا محاطا بسور، و أشعر بالعزلة أكثر من شعوري بالوحدة، وعالمي السري سجن منيع.
و أكتشف ، في نفس الوقت ، أن أبواب عالم الآخرين موصدة في وجهي و عالمهم منغلق بقدر انغلاق عالمي أمامهم . إن ألم الغير، يكشف لي بمرارة انفصالنا الجذري عن بعضنا البعض ، انفصالا لا يقبل بتاتا الإختزال . فعندما يتألم صديقي ، يمكنني ، بكل تأكيد، مساعدته بفعالية ، و مواساته بكلامي ، و محاولة تعويض الألم الذي يمزقه بلطف . غير أن ألمه يبقى رغم ذلك ، ألما برانيا بالنسبة لذاتي . فتجربة الألم تظل تجربته الشخصية هو و ليست تجربتي أنا . إني أتعذب بقدر ما يتعذب ، و ربما أكثر منه ، لكن دائما بشكل مغاير تماما عنه . فأنا لا أكون أبدا “معه” بشكل كلي (…)
هكذا هو الإنسان ، سجين في آلامه ، و منعزل في ذاته ووحيد في موته (…) محكوم عليه بأن لا يشبع أبدا رغبته في التواصل، والتي لن يتخلى عنها أبدا.”
غاستون بيرجي G Berger: “من القريب إلى الشبيه”، حضور الغير، عمل جماعي، 1957، ص 88-89 .

نصوص تتعلق بدرس الشخص

0 التعليقات

نصوص تتعلق بدرس الشخص


 النص 1 :

” على ماذا تتوقف هوية الشخص؟ ليس على مادة جسمه ٬ فان هذه تتجدد في بضعة أعوام ٬ وليس على صورة هذا الجسم ٬ لأنه يتغير في مجموعه وفي أجزائه المختلفة ٬ اللهم إلا في تعبير النظرة ٬ ذلك أنه بفضل النظرة نستطيع أن نتعرف شخصا ولو مرت سنوات عديدة .
وباختصار، فإنه رغم كل التحولات التي يحملها الزمن إلى الإنسان٬ يبقى فيه شيء لا يتغير٬ بحيث نستطيع بعد مضي زمن طويل جدا أن نتعرف عليه ٬ وأن نجده على حاله . وهذا ما نلاحظه أيضا على أنفسنا ، فقد نشيخ ونهرم ٬ ولكننا نشعر في أعماقنا أننا ما زلنا كما كنا في شبابنا ٬ بل حتى في طفولتنا . هذا العنصر الثابت الذي يبقى دائما في هوية مع نفسه دون أن يشيخ أو يهرم أبدا٬ هو بعينه نواة وجودنا الذي ليس في الزمان . وقد يرى الناس عامة أن هوية الشخص تتوقف على هوية الشعور٬ فإذا كنا نعني بهذا الذكرى المترابطة لمسار حياتنا ٬ فإنها لا تكفي لتفسير الأخرى (أي هوية الشخص) . وليس من شك أننا نعرف عن حياتنا الماضية أكثر مما نعرف عن رواية قرأناها ذات مرة٬ ورغم ذلك فان ما نعرفه عن هذه الحياة قليل ، فالحوادث الرئيسية والمواقف الهامة محفورة في الذاكرة ٬ أما الباقي ٬ فكل حادثة نذكرها تقابلها آلاف الحوادث التي يبتلعها النسيان ٬ وكلما هرمنا توالت الحوادث في حياتنا دون أن تخلف وراءها أثرا . ويستطيع تقدم السن أو المرض ٬ أو إصابة في المخ أو حمق أن يحرمنا كلية من الذاكرة ٬ ومع ذلك فإن هوية الشخص لا يفقدها هذا الاختفاء المستمر للتذكر . إنها تتوقف على الإرادة التي تظل في هوية مع نفسها ٬ وعلى الطبع الثابت الذي تمثله(…)
ولا شك أننا قد تعودنا تبعا لعلاقتنا بالخارج أن نعتبر الذات العارفة هي ذاتنا الحقيقية ٬ ذاتنا العارفة التي تغفو في المساء ثم تستغرق في النوم ٬ لتتألق في الغد تألقا أقوى . ولكن هذه الذات ليست سوى وظيفة بسيطة للمخ ٬ وليست هي ذاتنا الحقيقية . أما هذه ٬ التي هي نواة وجودنا ، فهي التي تختفي وراء الأخرى ٬ وهي التي لا تعرف في قراراتها غير شيئين ׃ أن تريد أو ألا تريد .”
أرثور شوبنهاور Arthur Schopenhauer : “العالم كإرادة وتمثل”، ترجمة بوردو، 1966، ص943.

عن مقرر رحاب الفلسفة، 2باك مسلك الآداب والعلوم الإنسانية، طبعة 2007، ص 16.

 النص 2:

“إن فكرة استقلال الذات المفكرة والشخص الأخلاقي ٬ كما تمت صياغتهما من طرف الفلاسفة ٬ لم تتحقق في الفكر الإنساني إلا في وقت متأخر. فهي بمثابة نقطة وصول لمسار طويل في التعلم ٬ وتحقيقا للنموذج الذي ربما ينبغي على الإنسان أن يتوجه إليه بجهده. لكن ٬ لا ينبغي أن ننسى أن تجربة الإستقلال والعزلة لا تشكلان الواقعة الأولى في الوجود ٬ كما عاشها الناس فعليا . فالإدعاءات الإيديولوجية حول الإنسان٬ لا يمكن بأية حال ٬ أن تنكر أشكال التضامن البسيطة والأساسية التي سمحت لتلك التنظيمات بالبقاء٬ وللفكر أن يتشكل على أرض بشر أحياء.
لهذا ، فإن أخلاقا ملموسة هي التي ينبغي أن تحدد الجهد المبذول لأجل الكمال الشخصي ٬ ليس فقط في مجال الوجود الفردي٬ ولكن أيضا٬ وأولا٬ في مجال التعيش وداخل المجموعة البشرية . وفي الحقيقة لا يتعلق الأمر هنا بنظامين مختلفين ٬ فالعالم واحد٬ وكل نشاط بشري يندرج داخل هذا العالم الذي تساهم قيمه في النمو والإرتقاء .
يعتقد” الفرد” أنه إمبراطور داخل إمبراطورية ٬ فيضع نفسه في مقابل العالم وفي تعارض مع الآخرين ٬ بحيث يتصور نفسه كبداية مطلقة . وعلى العكس من ذلك ، يدرك الشخص الأخلاقي أنه لا يوجد إلا بالمشاركة ، فيقبل الوجود النسبي ٬ ويتخلى نهائيا عن الإستكفاء الوهمي . إنه ينفتح بذاته على الكون ٬ ويستقبل الغير. لقد فهم الشخص الأخلاقي٬ أن الغنى الحقيقي لا يوجد في التحيز والتملك المنغلق ٬ كما لو كان بإزاء كنز خفي ٬ ولكن يوجد بالأحرى في وجود يكتمل ويتلقى بقدر ما يعطي ويمنح .”
جورج غوسدورف Georges Gusdorf : “مقالة في الوجود الاخلاقي”، مكتبة أرموند كولان، باريز، 1949، ص: 201-202 .



  • عن مقرر رحاب الفلسفة، 2باك مسلك الآداب والعلوم الإنسانية، طبعة 2007، ص18
 النص 3:

“حرية الإنسان هي حرية شخص ٬ وحرية هذا الشخص بالذات وكما هو مركب وموجود في ذاته وفي العالم وأمام القيم . وهذا يستلزم أن تكون هذه الحرية ملازمة إجمالا لوضعنا الواقعي ومحصورة في نطاق حدوده.
أن تكون حرا هو أن تقبل ،في البدء، هذه الظروف لتجد فيها ارتكازا . ليس كل شيء ممكنا، ولا هو كذلك في كل لحظة . هذه الحدود تشكل قوة عندما لا تكون ضيقة جدا . الحرية كالجسم لا تتقدم إلا بالحواجز والاختيار والتضحية. ولكن فكرة المجانية هنا هي فكرة وجود غني ٬ والحرية في شروط ملزمة ٬ ليست من الآن فصاعدا” وعيا للضرورة”٬ كما سماها” ماركس”.
إن هذا هو البداية ٬ لأن الوعي هو وعد وبادرة للتحرر . ووحده العبد من لا يرى عبوديته ٬ مهما كان سعيدا تحت سلطتها . إلا أن هذا البدء هو بالكاد إنساني . ولذلك ، فقبل إعلان الحرية في الدساتير أو تمجيدها في الخطابات ٬ علينا تأمين الشروط العامة للحرية ׃ الشروط البيولوجية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية ٬ والتي تسمح لقوى ذات مستوى متوسط أن تشارك في أعلى نداء للإنسانية ٬ وأن نهتم بالحريات اهتمامنا بالحرية (….).
إن حريتنا هي حرية إنسان في موقف ٬ وهي كذلك حرية شخص تعطى له قيمة ∙ انأ لست حرا لأني أمارس عفويتي فقط ٬ بل أصبح حرا عندما أوجه هذه العفوية في اتجاه التحرر ، أي في اتجاه شخصنة العالم ونفسي . إذن ثمة مسافة تمتد من الوجود المنبثق إلى الحرية ٬ وهي التي تفصل بين الإنسان الباطني على حدود الانبثاق الحيوي ٬ والإنسان الذي ينضج باستمرار بأفعاله وفي الكثافة المتزايدة للوجود الفردي والجماعي . وهكذا فأنا لا استعمل حريتي بدون جدوى ٬ بالرغم من أن النقطة التي ألتحم فيها بتلك الحرية متباعدة في أعماق ذاتي . وليست حريتي تدفقا فحسب ٬ بل هي منظمة ٬ أو بعبارة أفضل هي مطلوبة بنداء.”
إمانويل مونيي Emmanuel Mounier : “الشخصانية” Le personnalisme ، المنشورات الجامعية الفرنسية، 1995، ص 71-74 .

  • عن مقرر رحاب الفلسفة، 2باك مسلك الآداب والعلوم الإنسانية، طبعة 2007، ص 20.
 النص 4 :

“يعرف الإنسان بمشروعه . هذا الكائن المادي يتجاوز دائما الوضعية التي يوجد فيها ويحددها بالتعالي عليها لكي يتموضع بواسطة الشغل والفعل أو الحركة . ولا يجب الخلط بين المشروع وبين الإرادة التي هي كيان مجرد ٬ وإن كان المشروع قد يتخذ صورة إرادية في بعض الظروف . إن هذه العلاقة المباشرة مع الآخر المغاير(…) وهذا الإنتاج الدائم للذات بواسطة الشغل والممارسة هو بنيتنا الخاصة . وإذا لم يكن ( المشروع ) إرادة ٬ فهو ليس حاجة أو هوى كذلك . إلا أن حاجتنا مثل أهوائنا ٬ وأكثر أفكارنا تجريدا ترجع إلى هذه البنية ٬ فهي دائما خارجة عن ذاتها نحو (….) ذاك ما نسميه الوجود ولا نعني بذلك جوهرا ثابتا مرتكزا على ذاته ٬ بل نعني به عدم استقرار دائم واقتلاعا لكامل الجسم خارج ذاته .
وبما أن هذه الوثبة نحو التموضع تتخذ أشكالا متنوعة بحسب الأفراد ٬ وبما أنها تلقي بنا داخل مجال من الإمكانات نحقق البعض منها دون البعض الآخر ٬ فإننا نسميها كذلك اختيارا وحرية . غير أنه يرتكب خطأ عظيم إذا ما وقع اتهامنا بإدخال اللامعقول ، أو أننا نختلق “بداية أولى” لا علاقة لها بالعلم ، أو أننا نمنح الإنسان حرية – صنمية . وفي الواقع ٬ لا يمكن أن يصدر هذا الاعتراض إلا عن فلسفة آلية . ومن يوجه إلينا هذا الاعتراض ٬ إنما يريد إرجاع الممارسة والخلق والاختراع إلى إعادة إنتاج المعطيات الأولية لحياتنا ٬ إنـه يريد تفسيـر الأثـر والفعـل أو الموقف بعــوامل إشراطـها ٬ وإن رغبته في التفسير تخفي إرادة جعل المركب مماثلا للبسيط ٬ ونفي خصوصيات البنيات وإرجاع التغير إلى الهوية ٬ وهو ما يمثل من جديد سقوطا في الحتمية العلموية.
وعلى العكس من ذلك يرفض المنهج الجدلي فكرة الاختزال ٬ واعتماد طرح معاكس ٬ يقوم على التجاوز مع المحافظة ٬ بحيث أن أطراف التناقض - الذي وقع تجاوزه - غير قادر على بيان التجاوز ذاته ولا على التأليف اللاحق . أن هذا الأخير- على العكس من ذلك - هو الذي يضيء هذه الأطراف ويتيح فهمها.”
* جان بول سارتر Jean Paul – Sartre : “نقد العقل الجدلي” Critique de la raison dialectique
غاليمار، 1960، ص 95.

  • عن مقرر رحاب الفلسفة، 2باك مسلك الآداب والعلوم الإنسانية، طبعة 2007، ص 20.
سفيان ايشو
تابع القراءة

نصوص في درس الرغبة

0 التعليقات
نصوص في درس الرغبة

 النص 1:
” - أليس صحيحا أن بعض العطشى لا يرغبون أحيانا في الشرب؟
- أجل كثيرا ما يحدث ذلك.
- فماذا نقول عن هؤلاء سوى أن في أنفسهم مبدأ يأمرهم بالشرب وآخر ينهاهم، وإن الآخر يختلف عن
الأول ويتغلب عليه؟
- هذا ما أعتقده.
- ألا ترى أن المبدأ الذي يقوم بمثل هذه النواهي في النفس، إنما يأتي من العقل، بينما الاندفاع والميل يرجع
إلى الانفعالات أو إلى الأمراض؟
- يبدو ذلك.
- فلنا الحق إذن في أن نؤكد تميز كل من هذين المبدأين عن الآخر، فأما المبدأ الذي تفكر به النفس، فلنسمه
العقل، وأما ذلك الذي تحب به، وتجوع به وتعطش، وتتعرض به لكل الانفعالات، فلنسمه شهوة لاعاقلة،
ترتبط باللذة عند إشباع حاجات معينة…
- أليست مهمة العقل، هي أن يأمر، لأنه حكيم، ولأن مهمته هي أن يسهر على رعاية النفس بأسرها؟ “
أفلاطون، الجمهورية، الكتاب الخامس، ترجمة فؤاد زكريا، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر-القاهرة، بدون تاريخ، ص: 145-151.
عن مقرر في رحاب الفلسفة للسنة الأولى باكلوريا، مسلك الآداب والعلوم الإنسانية، طبعة 2006، ص: 29.
النص 2:
” حيثما توجد الرغبة يوجد اللاشعور. واللاشعور لغة تنفلت من سلطة الذات، لها بنيتها الخاصة والمستقلة وآثارها في الذات. إن اللاشعور لغة توجد وراء الشعور، وهنا بالضبط تتموضع وظيفة الرغبة…
ما الرغبة إذن؟ إنها، بمعنى من المعاني، ترفع إلى أبعد حد درجة اللذة والاستمتاع، خارج منطقة الوعي والإرادة، لكن بطريقتها الخاصة. وهي طريقة استيهامية، يلعب جانب التخييل وسجله دورا أساسيا في عملها… فالرغبة استمتاع الجسد بالتوترات والضغوطات الجنسية الدفينة والمنسية.”
جاك لاكان، التحليل النفسي والطب، مقال صدر في “رسائل المدرسة الفرويدية بباريس”، العدد الأول، مارس 1967، ص: 45-47 .
عن مقرر في رحاب الفلسفة للسنة الأولى باكلوريا، مسلك الآداب والعلوم الإنسانية، طبعة 2006، ص: 33.
النص 3:
“إن ما نسميه الرغبة هو ذلك التوتر الذي يحس به الإنسان في أعماقه حينما يغيب عنه شيء ما كان من الممكن أن يمنحه اللذة. هذه الرغبة تزيد أو تنقص، حسب حدة التوتر. وهنا لن يكون من غير المجدي أن نشير بشكل عابر إلى أن التوتر هو الأساس الذي يثير النشاط الإنساني، كي لا نقول إنه المحرك الوحيد له.
ومهما تكن المنفعة التي نقترحها على الإنسان، وكان غياب تلك المنفعة لا يترتب عنه أي إحساس بالانقباض أو الألم، وأن الذي يمكن أن يحرم منها يمكن أن يكون مسرورا رغم عدم حصوله عليها، فإنه لن يخطر بباله أن يرغب فيها، بل إنه لن يبذل أي جهد قصد الاستمتاع بها. فهو لن يشعر تجاه تلك المنفعة إلا باهتزاز خفيف فحسب، وهو لفظ نوظفه كي نعبر به عن أدنى مراتب الرغبة، وما يقرب كثيرا من تلك الحالة التي توجد عليها النفس بخصوص شيء لا تكترث به ولا ترغب فيه إطلاقا، أي عندما يكون الانقباض الذي يسببه غياب شيء ما غير مهم وضعيف بحيث إنه لا يقود ذاك الذي حرم منه إلا إلى تكوين بعض الأمنيات البسيطة دون أن يجهد نفسه للحصول عليها.
إن الرغبة تخمد أو تتباطأ أيضا، بناء على القول إن المنفعة المأمولة لا يمكن الحصول عليها إلا شريطة أن يتبدد توتر النفس أو يقل”.
جون لوك، مقالات فلسفية في الفهم الإنساني …
عن مقرر منار الفلسفة، للسنة الأولى باكلوريا، مسلك الآداب والعلوم الإنسانية، طبعة 2007، ص: 44 .
 النص 4:
« هناك أنواع من الرغبات بقدر ما هناك من أنواع الحب والكراهية، وان أحقها بالاعتبار وأقواها هي الرغبات التي تولدها البهجة والنفور… فما الرغبة التي تولدها البهجة؟ إن الطبيعة قد أقامت البهجة لتصور التمتع بما هو مبهج وملذ كأعظم خير بين كل الخيرات التي تنتمي إلى الإنسان. وهذا ما يجعلنا نشتهي بحرارة فائقة هذا التمتع. صحيح أن هناك أنواعا مختلفة من البهجات، وأن الرغبات التي تتولد بفضلها ليست كلها بالقوة ذاتها. ومثال ذلك، أن جمال الأزهار يحضنا فقط على النظر إليها، في حين أن جمال الفاكهة يحثنا على أكلها. غير أن الابتهاج الرئيسي هو الذي يأتي من الكمالات التي نظنها في شخص نعتقد أنه يستطيع أن يصبح ذاتنا الأخرى.
إذا لاحظنا لدى شخص شيئا معينا يبهجنا أكثر مما يبهجنا ما نراه في الوقت ذاته لدى الآخرين، فإن ذلك يوجه النفس لأن تشعر نحو هذا الشخص وحده بكل الميل الذي منحته إياه الطبيعة
للبحث عن الخير الذي تصوره له بأن أعظم خير يمكن أن يحوزه. وهذا الميل، أو هذه الرغبة التي تولد هكذا من الإحساس بالبهجة تسمى عادة الحب.»
روني ديكارت، انفعالات النفس، ترجمة جورج زيناتي، دار المنتخب العربي للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت-لبنان، 1993 ص: 60-62 .
عن مقرر في رحاب الفلسفة للسنة الأولى باكلوريا، مسلك الآداب والعلوم الإنسانية، طبعة 2006، ص: 36.

سفيان ايشو
تابع القراءة

نمادج الإمتحانات 3

0 التعليقات

أكتب في أحد المواضيع التالية:

الموضوع الأول:

بأي معنى يتأسس الحق على الطبيعة ؟

الموضوع الثاني:

« إن ما هو علمي خاصيته أنه لا يعكس الواقع، بل يترجمه إلى نظريات متغيرة قابلة للتكذيب ».
اشرح مضمون القولة، مبينا المعيار السليم للحكم على صلاحية النظريات العلمية ؟

الموضوع الثالث:

« عندما يحلق التجريد عاليا قدر ما يستطيع، يصل إلى مفهومين نهائيين لا بد له من الوقوف عندهما صامتا ومعترفا بحدوده، فهو يميز في الإنسان بين ما يدوم وما يتغير ويتبدل بلا انقطاع. أما يدوم فيدعوه شخصه، وما يتبدل يدعوه حالته.
إن الشخص والحالة – الذات وتعيناتها – اللذين نتصورهما في الوجود الضروري وكأنهما واحد، الشئ ذاته، هما دوما الكائن المتناهي اثنان، شيئان مختلفان. فرغم كل استقرار الشخص وثباته، فإن الحالة تتبدل، ورغم كل تبدل الحالة،فإن الشخص يبقى ثابتا …
لما كان الشخص والحالة في الإنسان بوصفه وجودا متناهيا، مختلفين فليس باستطاعة الحالة أن تتأسس على الشخص، ولا الشخص على الحالة، فلو كان الأمر الأخير ممكنا لكان لا بد للشخص أن يتبدل، ولو كان الأمر الأول ممكنا لكان لا بد للحالة أن تستقر وتدوم، أي كان لا بد في كل الظروف أن تلغى شخصية الإنسان أو وجوده المتناهي، نحن لا نكون لأننا نفكر ونرغب ونحس، نحن لا نفكر ونرغب ونحس لأننا نكون، نحن نحس ونفكر ونرغب لأنه يوجد خارجنا شيء ما آخر.
إدا لا بد للشخص من أن يكون أساسه الخاص … إن الشخص الذي يتجلى في الأنا الثابتة والمستمرة أبدا، ويتجلى فيها فقط لا يمكن أن يصير، ولا يمكنه أن يبدأ في الزمن … »

حلل وناقش

· ملاحظة: مصدر النص؛ فريديريك شيلر، رسائل في التربية الجمالية، الرسالة 11 ، ترجمة إلياس حاجوج وفاطمة الجيوشي، دمشق 2000، صص 127-128.

· ملاحظة: مصدر القولة؛ إدغار موران، علم مع وعي، فاير 1982 ، ص 29.

نمادج الأمتجانات 2

0 التعليقات


أكتب في أحد المواضيع الثلاثة التالية:

الموضوع الأول:

بأي معنى يحضر الغير في التركيبة الوجودية و النفسية للأنا؟

الموضوع الثاني:

” إن قيام الحقيقة على الموضوعية، معناه، أن من شروطها أن تكون مستقلة عن آرائنا و ظنوننا و اعتقاداتنا و أهوائنا .”
أوضح مضمون القولة، مبينا هل القطيعة مع الرأي سبيل لبلوغ الحقيقة؟

الموضوع الثالث:

« ما تتسم به النظرية الفيزيائية أنها تصور لنا هذا العالم بطريقة استنباطية: و لكنها مشتقة من التجربة بالاستقراء. و هذا لا يعني أن النظرية تفقد صلتها بالواقع و التجارب، لأن الخبرة ــ في المقام الأول ــ هي بداية و نهاية معارفنا جميعا، و بالتالي فإنه لا يمكن للعالم، الجدير بهذه الصفة، أن يقوم بتأسيس نظرية لا علاقة لها بالتجربة، لأن هذا معناه عدم استطاعتنا معرفة شيء عن الواقع الخارجي، لكون القضايا في هذه الحالة ستكشف عن خلوها من المضمون التجريبي، و لن تنبئنا بشيء عن عالم الواقع.
فكأن إينشتين يؤكد أن المعرفة التجريبية و حدها لا تزودنا بفهم دقيق لعالم الواقع، كما أن المعرفة العقلية وحدها لا تستطيع أن تزودنا بفهم الواقع و التجربة. إنه لابد من تآزر ما هو عقلي و ما هو تجريبي من خلال الصياغة الرياضية الدقيقة حتى يمكن تأسيس النظرية العلمية الجيدة. »


حـــــلل و ناقـــــــش
سفيان ايشو
تابع القراءة

نمادج الأمتحانات 1

0 التعليقات


أكتب في أحد المواضيع التالية:

الموضوع الأول:

إلى أي حد يمكن القول بأن غاية الدولة هي ضمان أمن و حرية الأشخاص؟

الموضوع الثاني:

“ليست هناك أيه حقيقة بديهية…إن البداهة ذاتها مهما كانت لامعة فإنها تظل تحتفظ بشيء من الوهم بصورة خفية”
اشرح القولة و بين ما إذا كان بالإمكان الاطمئنان إلى البداهة كمعيار للحقيقة.

الموضوع الثالث:

“…و الانسان الذي يكتشف ذاته (…) يكتشف أيضا ذوات أخرين و يكتشف أن ذوات الآخرين ضرورية لوجود ذاته،فهو ليس شيئا إن لم يعترف به الآخرون.و الآخرون يقولون عنه إنه خفيف الظل،أو ثقيله،و إنه إنسان صالح أو إنسان طالح، و قولهم هذا فيه اعتراف منهم بوجود.و أنا لو شئت أن أعرف شيئا عن نفسي، فلن أستطيع ذلك إلا عن طريق الآخر، لأن الآخر ليس شرطا لوجودي بل هو كذلك شرط المعرفة التي أكونها عن ذاتي.
و هكذا يكون استكشافي لصميم ذاتي هو اكتشاف للآخر،و من حيث هو حرية موضوعية تقف في مواجهتي، و من حيث هو كائن لا يفكر و لا يريد إلا إذا كان فكره و إرادته إما ضدي أو معي.
و هكذا نجد أنفسنا فجأة - في عالم - لنقل إنه مجموعة من الذوات المتبادلة الوعي ببعضها البعض، و في هذا العالم يجد الإنسان نفسه،و لا بد أن يقرر ماهيته و ماهية الآخرين”


حلل النص و ناقش.
سفيان ايشو
تابع القراءة

كافة الحقوق محفوظة 2012 © www.th3philo.comمدونة عالم الفلسفة

سياسة الخصوصية - Privacy Policy