مواقف فلسفية،الدولة بين الحق و العنف.

تطرقنا في المحور الثاني من مفهوم الدولة الى مجموعة من المواقف الفلسفية التي يمكن الإطلاع عليها من هنا 

أما الان فأتركك مع المحور الأخير.


مواقف فلسفية،الدولة بين الحق و العنف.


 هل يمكن البحث عن مشروعية لممارسة الدولة العنف ضد الافرادو الجماعات؟ وهل العنف ضروري للدولة لكي تمارس سلطتها؟ الا يتعارض العنف في هذه الحالة مع الحق و القانون؟

ماكس فيبر

انطلق من مقولة ماركسية مفادها"كل دولة تنبني على القوة" المتمثلة في السلطة القمعية المبنية على العنف و الخداع.
لهذا نجد الدولة تستمد سلطتها من القوة التي تمارسها بهذف بسط هيبتها وسيطرتها لأجل الحفاظ على النظام العام و الاستقرار الاجتماعي حيث تشكل هذه القوة حكرا على الدولة وهذا ما دفع "فيبر" الى ان ينعتها "بالعنف المشروع" فهو عنف تمارسه الدولة باسم القانون هكذا اذن تستمد الدولة سلطتها من القوة و العنف و التسلط الا انه عنف مشروع يمارس باسم القانون.
الدولة في نظر "انجلز"
هي نتيجة لتصارع قوى عديدة داخل المجتمع, هذا الصراع هو الذي يدفع بالدولة نحو التطور, تبعا للمصالح الاقتصادية لكل طبقة, لذلك فالدولة هي كيان يصطف مع الطبقة المسيطرة و المهيمنة وتدافع وتدافع عن ايديولوجيتها, بل انها تتشكل من الطبقة الاقوى في المجتمع وتعبر عن مصالحها الاقتصادية.

خلافا لما سبق يعتبر
 اسبينوزا

ان مهمة الدولة لا تتمثل في تخويف الناس و ترهيبهم, و لا في استعمال الدهاء السياسي و الحيل لاستمالة بعض الفئات و منحهم الحوافز و الامتيازات, وانما في نشر الفضيلة و جعل الناس يمارسون اعمالهم عن اقتناع و طواعية ولا يتاثى ذلك الا بتوفر شروط من قبيل الحق و المساواة و الحرية.

تنفي
جاكلين روس

تقوم الدولة على العنف المادي , بل تقوم على فكرة الحق, فالدولة هي دولة الحق و القانون وتقوم على ثلاثة شروط اساسية:
هي الحق و القانون ومبدأ فصل السلط وما يترتب عن توفر هذه الشروط هو الممارسة المعقلنة لسلطة الدولة.
ممارسة تتشبت بالقانون واحترام الحريات وحفظ الكرامة الانسانية ممارسة ضد كل انواع القوة و العنف و التخويف و التسلط و الاستبداد.
يستخاص من هذا المحور, ان الدولة يمكن ان تقوم على العنف و القوة و الصراع كما بين كل من فيبر وانجلز, الا ان الاكيد هو انها انها لا تستمر, لان كل عنف و صراع الا ويولد صراع مضاد وعنف مقابل, مما يعني ان الدولة ينبغي ان ترسي دعائم الديمقراطية من خلال قيامها على العدل و المساواة وسعيها المتكرر نحو حفظ كرامة مواطنيها بصيانة حرياتهم و حقوقهم آنذاك يمكن ان تستمر الدولة وتحافظ على سلطتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كافة الحقوق محفوظة 2012 © www.th3philo.comمدونة عالم الفلسفة

سياسة الخصوصية - Privacy Policy