مواقف فلسفية، التجربة و التجريب

مواقف فلسفية، التجربة و التجريب


لماذا التمييز بين التجربة و التجريب؟

فرديناند ألكييه

يحلل مفهوم التجربة بوصفه اختبارا لوقائع متمايزة عن الذات في مقابل الخيالات والأماني واختلاقات الذهن، وبذلك فالخاصية الأساسية للتجربة-حسب آلكيي – كامنة في خضوع الذات وسلبيتها وهي تتقبل المعطى، وهذه السلبية موجودة في كل معرفة إنسانية، كما أن عنصر الخضوع والتلقي يجعل من كل تجربة معاناة وتحملا. وينتهي آلكيي إلى أن واقعة ما أو إحساسا أو فكرة أو حقيقة لا تكون معطاة من طرف التجربة إلا عندما تكون موضع معاينة خالصة تستبعد كل اصطناع أو تدخل أو بناء من طرف الفكر.
"يشير المفهوم الفلسفي للتجربة إذن إلى "تجربة خالصة" لاتجريب فيها أبدا؛ تدل كلمة "تجربة" على ذلك عنصر السلبية الموجود في كل معرفة إنسانية".

كلود برنارد

 يرى أن المعرفة العلمية قائمة على التجريب كمنهج يتميز عن التجربة باعتبارها ظاهرة معطاة, بينما التجريب كعملية اعادة احياء الظاهرة مخبريا وفق شروط موجهة بأسئلة محددة ومؤطرة بفرضية و الغرض من هذا هو التحقق من صحة الفرضية.
فالحادث يوحي بالفكرة و الفكرة تقود الى التجربة و التجربة تختبر الفكرة.
وخطوات المنهج التجريبي هي : (الملاحظة_ الفرضية_التجربة _ القانون).
ويضيف برنارد إن عقل العالم يوجد دوما بين ملاحظتين:
الملاحظة الأولى تسمح للعالم بالتعرف على الظاهرة ومعاينتها، وتولد في ذهنه سلسلة من الاستدلالات هدفها تفسير الوقائع الملاحظة بواسطة مجموعة من المبادئ والفرضيات ثم تصور عدة تجريبية لاختبارها
الملاحظة الثانية تواكب التجريب وتعقبه، حيث يقوم العالم بمعاينة النتائج التي أحدثها تدخله في الظاهرة المدروسة لكي يسجل جواب الظاهرة على سؤاله.

ينتقد روني طوم الوضعية التجريبية لأنها غارقة في المنهج التجريبي.
فالتجريب وحده غير كاف لانتاج المعرفة العلمية, وأن العقل يضطلع بدور هام كما يتجلى ذلك في صياغة الفروض مثلا. فروني طوم يعتبرأن التجربة الذهنية الخيالية تسفر عن نتائج لا تقل مصداقية عن الحقائق التجريبية الوضعية, وتاريخ العلم الطبيعي يؤكد ضرورة التجربة الذهنية (الخيال) خصوصا الانتقال الى دراسة الظواهر "الميكروسكوبية" في الفيزياء المعاصرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كافة الحقوق محفوظة 2012 © www.th3philo.comمدونة عالم الفلسفة

سياسة الخصوصية - Privacy Policy