نصوص في درس الرغبة

نصوص في درس الرغبة

 النص 1:
” - أليس صحيحا أن بعض العطشى لا يرغبون أحيانا في الشرب؟
- أجل كثيرا ما يحدث ذلك.
- فماذا نقول عن هؤلاء سوى أن في أنفسهم مبدأ يأمرهم بالشرب وآخر ينهاهم، وإن الآخر يختلف عن
الأول ويتغلب عليه؟
- هذا ما أعتقده.
- ألا ترى أن المبدأ الذي يقوم بمثل هذه النواهي في النفس، إنما يأتي من العقل، بينما الاندفاع والميل يرجع
إلى الانفعالات أو إلى الأمراض؟
- يبدو ذلك.
- فلنا الحق إذن في أن نؤكد تميز كل من هذين المبدأين عن الآخر، فأما المبدأ الذي تفكر به النفس، فلنسمه
العقل، وأما ذلك الذي تحب به، وتجوع به وتعطش، وتتعرض به لكل الانفعالات، فلنسمه شهوة لاعاقلة،
ترتبط باللذة عند إشباع حاجات معينة…
- أليست مهمة العقل، هي أن يأمر، لأنه حكيم، ولأن مهمته هي أن يسهر على رعاية النفس بأسرها؟ “
أفلاطون، الجمهورية، الكتاب الخامس، ترجمة فؤاد زكريا، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر-القاهرة، بدون تاريخ، ص: 145-151.
عن مقرر في رحاب الفلسفة للسنة الأولى باكلوريا، مسلك الآداب والعلوم الإنسانية، طبعة 2006، ص: 29.
النص 2:
” حيثما توجد الرغبة يوجد اللاشعور. واللاشعور لغة تنفلت من سلطة الذات، لها بنيتها الخاصة والمستقلة وآثارها في الذات. إن اللاشعور لغة توجد وراء الشعور، وهنا بالضبط تتموضع وظيفة الرغبة…
ما الرغبة إذن؟ إنها، بمعنى من المعاني، ترفع إلى أبعد حد درجة اللذة والاستمتاع، خارج منطقة الوعي والإرادة، لكن بطريقتها الخاصة. وهي طريقة استيهامية، يلعب جانب التخييل وسجله دورا أساسيا في عملها… فالرغبة استمتاع الجسد بالتوترات والضغوطات الجنسية الدفينة والمنسية.”
جاك لاكان، التحليل النفسي والطب، مقال صدر في “رسائل المدرسة الفرويدية بباريس”، العدد الأول، مارس 1967، ص: 45-47 .
عن مقرر في رحاب الفلسفة للسنة الأولى باكلوريا، مسلك الآداب والعلوم الإنسانية، طبعة 2006، ص: 33.
النص 3:
“إن ما نسميه الرغبة هو ذلك التوتر الذي يحس به الإنسان في أعماقه حينما يغيب عنه شيء ما كان من الممكن أن يمنحه اللذة. هذه الرغبة تزيد أو تنقص، حسب حدة التوتر. وهنا لن يكون من غير المجدي أن نشير بشكل عابر إلى أن التوتر هو الأساس الذي يثير النشاط الإنساني، كي لا نقول إنه المحرك الوحيد له.
ومهما تكن المنفعة التي نقترحها على الإنسان، وكان غياب تلك المنفعة لا يترتب عنه أي إحساس بالانقباض أو الألم، وأن الذي يمكن أن يحرم منها يمكن أن يكون مسرورا رغم عدم حصوله عليها، فإنه لن يخطر بباله أن يرغب فيها، بل إنه لن يبذل أي جهد قصد الاستمتاع بها. فهو لن يشعر تجاه تلك المنفعة إلا باهتزاز خفيف فحسب، وهو لفظ نوظفه كي نعبر به عن أدنى مراتب الرغبة، وما يقرب كثيرا من تلك الحالة التي توجد عليها النفس بخصوص شيء لا تكترث به ولا ترغب فيه إطلاقا، أي عندما يكون الانقباض الذي يسببه غياب شيء ما غير مهم وضعيف بحيث إنه لا يقود ذاك الذي حرم منه إلا إلى تكوين بعض الأمنيات البسيطة دون أن يجهد نفسه للحصول عليها.
إن الرغبة تخمد أو تتباطأ أيضا، بناء على القول إن المنفعة المأمولة لا يمكن الحصول عليها إلا شريطة أن يتبدد توتر النفس أو يقل”.
جون لوك، مقالات فلسفية في الفهم الإنساني …
عن مقرر منار الفلسفة، للسنة الأولى باكلوريا، مسلك الآداب والعلوم الإنسانية، طبعة 2007، ص: 44 .
 النص 4:
« هناك أنواع من الرغبات بقدر ما هناك من أنواع الحب والكراهية، وان أحقها بالاعتبار وأقواها هي الرغبات التي تولدها البهجة والنفور… فما الرغبة التي تولدها البهجة؟ إن الطبيعة قد أقامت البهجة لتصور التمتع بما هو مبهج وملذ كأعظم خير بين كل الخيرات التي تنتمي إلى الإنسان. وهذا ما يجعلنا نشتهي بحرارة فائقة هذا التمتع. صحيح أن هناك أنواعا مختلفة من البهجات، وأن الرغبات التي تتولد بفضلها ليست كلها بالقوة ذاتها. ومثال ذلك، أن جمال الأزهار يحضنا فقط على النظر إليها، في حين أن جمال الفاكهة يحثنا على أكلها. غير أن الابتهاج الرئيسي هو الذي يأتي من الكمالات التي نظنها في شخص نعتقد أنه يستطيع أن يصبح ذاتنا الأخرى.
إذا لاحظنا لدى شخص شيئا معينا يبهجنا أكثر مما يبهجنا ما نراه في الوقت ذاته لدى الآخرين، فإن ذلك يوجه النفس لأن تشعر نحو هذا الشخص وحده بكل الميل الذي منحته إياه الطبيعة
للبحث عن الخير الذي تصوره له بأن أعظم خير يمكن أن يحوزه. وهذا الميل، أو هذه الرغبة التي تولد هكذا من الإحساس بالبهجة تسمى عادة الحب.»
روني ديكارت، انفعالات النفس، ترجمة جورج زيناتي، دار المنتخب العربي للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت-لبنان، 1993 ص: 60-62 .
عن مقرر في رحاب الفلسفة للسنة الأولى باكلوريا، مسلك الآداب والعلوم الإنسانية، طبعة 2006، ص: 36.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كافة الحقوق محفوظة 2012 © www.th3philo.comمدونة عالم الفلسفة

سياسة الخصوصية - Privacy Policy