يعتبر سارتر فيلسوفا ضمن المدرسة الوجودية الواسعة ,درس لهوسرل الرائد في الفلسفة الفينومنولوجية الذي درس هايدغر
كذلك) , يبقى أهم عمل لسارتر "الكينونة والعدم " . كان سارتر معاديا للمسيحية و اليهودية ولجميع أشكال الإيمان بالله إذ يمكن القول عن وجوديته أنها وجودية-إلحادية ,فهو من أطلق الصيغة الأولية للوجودية الحديثة حيث يقول "الوجود يسبق الجوهر" و يعني هنا أن الوجود البشري وجود فردي ملموس يعيق الجوهر ويتجاوزه إذ لا وجود للبشرية بل يوجد نساء و رجال فحسب أي لا توجد مفاهيم عامة بل مجرد معطيات للوجود ملموسة و خاصة .و نظرا لعدم وجود حقيقة كونية سائدة , فهذا ينفي أن يكون هناك ما يوحد فهمنا للواقع في نهاية المطاف ,فالواقع بحد ذاته مناف للعقل و غير منطقي و لا شيء يتلاحم مع الآخر بطريقة مجدية و هذا مايدل على العدمية في فكر سارتر المتأثر في ذلك بنيتشه. فحين ينظر للوجود البشري فهو يقول إن الصفة أو السمة التي تميز الانسان هي الذاتية و كما يقول "نحن أفراد ذاتيون و لسنا بأشياء و صفة الفرد الذاتية الأساسية هي الإرادة لاسيما إرادته الحرة فمن دون القدرة على الاختيار لا يكون الانسان حرا. وإن لم يكن كذلك فهو بالتالي ليس يشريا كما يأكد على التخلص من كل ما من شأنه المس بهذه الحرية و هنا يرى أن أكبر تهديد للإنسانية هو الله خصوصا لدى الديانتين اليهودية و المسيحية لأن كلا منهما يعطي لله السيادة التامة و هذا يعتبر في حد ذاته إلغاءا لحرية الانسان و بما أنه اعتبر, ذاتا حرة مريدة فلن يقبل بوجود إلاه يعرف عنه أكثر مما يعرف هو عن نفسه و كأنه مجرد شيء تحت عدسة مجهر ملازم له يتفحصه أينما حل أو ارتحل .وهنا يضرب مثالا آخر في التطاول على حرية الانسان إذ يقول إننا عندما نذهب لحديقة الحيوان فنرى القرود في قفصها و نحدق لها بإمعان دون أي سلوك يذكر من طرفها إلا أننا لا يمكننا أن نقوم بسلوك مماثل اتجاه انسان لأننا إذا أمعنا النظر فيه سيعتبر ذلك سلوكا عدائيا لن يقبل من طرفه. و يضيف أيضا بذكره لقصة الطفلة الصغيرة التي كانت تلعب في الحديقة بعفوية تامة لكنها و بمجرد ما لاحظت أنها مراقبة من أحد المارة الذي كان يرمقها بنظرات متواصلة حتى انزوت و غيرت سلوكها وبحثت عن مكان يحجب عنها تلك النظرات وهذا بالضبط ما اعتبره سارتر تجريدا للإنسان من صفاته الانسانية إذ يصف الجحيم في الصفحات الأخيرة من كتابه "لا مخرج" بأنه مكان يظهر فيه الناس واقفين صامتين لا يفعلون شيئا سوى التحديق في بعضهم البعض ما يجرد الانسان من ذاته الحرة ومن هويته, ليتم إقحامه ضمن فئة إجتماعية يتحول ضمنها من ذات حرة إلى مجرد شيء تحت المجهر
كذلك) , يبقى أهم عمل لسارتر "الكينونة والعدم " . كان سارتر معاديا للمسيحية و اليهودية ولجميع أشكال الإيمان بالله إذ يمكن القول عن وجوديته أنها وجودية-إلحادية ,فهو من أطلق الصيغة الأولية للوجودية الحديثة حيث يقول "الوجود يسبق الجوهر" و يعني هنا أن الوجود البشري وجود فردي ملموس يعيق الجوهر ويتجاوزه إذ لا وجود للبشرية بل يوجد نساء و رجال فحسب أي لا توجد مفاهيم عامة بل مجرد معطيات للوجود ملموسة و خاصة .و نظرا لعدم وجود حقيقة كونية سائدة , فهذا ينفي أن يكون هناك ما يوحد فهمنا للواقع في نهاية المطاف ,فالواقع بحد ذاته مناف للعقل و غير منطقي و لا شيء يتلاحم مع الآخر بطريقة مجدية و هذا مايدل على العدمية في فكر سارتر المتأثر في ذلك بنيتشه. فحين ينظر للوجود البشري فهو يقول إن الصفة أو السمة التي تميز الانسان هي الذاتية و كما يقول "نحن أفراد ذاتيون و لسنا بأشياء و صفة الفرد الذاتية الأساسية هي الإرادة لاسيما إرادته الحرة فمن دون القدرة على الاختيار لا يكون الانسان حرا. وإن لم يكن كذلك فهو بالتالي ليس يشريا كما يأكد على التخلص من كل ما من شأنه المس بهذه الحرية و هنا يرى أن أكبر تهديد للإنسانية هو الله خصوصا لدى الديانتين اليهودية و المسيحية لأن كلا منهما يعطي لله السيادة التامة و هذا يعتبر في حد ذاته إلغاءا لحرية الانسان و بما أنه اعتبر, ذاتا حرة مريدة فلن يقبل بوجود إلاه يعرف عنه أكثر مما يعرف هو عن نفسه و كأنه مجرد شيء تحت عدسة مجهر ملازم له يتفحصه أينما حل أو ارتحل .وهنا يضرب مثالا آخر في التطاول على حرية الانسان إذ يقول إننا عندما نذهب لحديقة الحيوان فنرى القرود في قفصها و نحدق لها بإمعان دون أي سلوك يذكر من طرفها إلا أننا لا يمكننا أن نقوم بسلوك مماثل اتجاه انسان لأننا إذا أمعنا النظر فيه سيعتبر ذلك سلوكا عدائيا لن يقبل من طرفه. و يضيف أيضا بذكره لقصة الطفلة الصغيرة التي كانت تلعب في الحديقة بعفوية تامة لكنها و بمجرد ما لاحظت أنها مراقبة من أحد المارة الذي كان يرمقها بنظرات متواصلة حتى انزوت و غيرت سلوكها وبحثت عن مكان يحجب عنها تلك النظرات وهذا بالضبط ما اعتبره سارتر تجريدا للإنسان من صفاته الانسانية إذ يصف الجحيم في الصفحات الأخيرة من كتابه "لا مخرج" بأنه مكان يظهر فيه الناس واقفين صامتين لا يفعلون شيئا سوى التحديق في بعضهم البعض ما يجرد الانسان من ذاته الحرة ومن هويته, ليتم إقحامه ضمن فئة إجتماعية يتحول ضمنها من ذات حرة إلى مجرد شيء تحت المجهر
لكن رغم كل الجهود المبذولة لبلوغ الحرية و الذاتية كانت بالنسبة لسارتر مجرد عمل عقيم سماه "عاطفة عقيمة" فباعتباره فيلسوفا وجوديا مهتما بالحياة بكل حماسة ,لكن ذلك الحرص و ذلك الشغف و ذلك الاهتمام الذي نوليه لوجود الانسان هو في نهاية المطاف عمل عقيم و دون فائدة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق