تعريف طريقة
التدريس بالنصوص. وهل هي تدريس بالأهداف أم مقاربة بالكفايات؟
هي عبارة عن
منهجية منظمة تؤلف طريقة لها اجراءاتها المحددة.تقوم على إتصال وتواصل بين المعلم
والمتعلم حيث التمهيد للنص والشرح والمناقشة وبالتالي الكتابة. يتخلل هذه الخطوات
الإستماع إلى إجابات الطلاب والتشجيع على السؤال والمناقشة وإبداء الرأي.
إن تدريس مادة
الفلسفة بالنصوص يؤدي إلى تحقيق كفايات لا مجرد تدريس بالأهداف وقبل الحديث عن
إنعكاس طريقة التدريس بالنصوص عن الكفايات لا بدّ من تعريف الكفاية أولاً
فهي”القدرة على القيام بعمل متقن أي الإتيان بسلوك محدد قابل للقياس والملاحظة يدل
على تمكن صاحبه من العمل الذي يقوم به”.(1)
وهذه الطريقة إذا
ما طبقت بشكل فعال يتم التوصل من خلالها إلى عدد من المهارات المتنوعة التي
تصب في النهاية ضمن إطار الممارسة العقلية والكتابة التحليلية النقدية الموضوعية
للنص الفلسفي
ما هي الفائدة
المرجوة من تدريس الفلسفة من خلال النصوص؟
حين يكون النص
أداة بيد الطالب ويشكل الوسيلة التعلمية لفهم الدرس الفلسفي يصبح مناسبة طيبة
ليتعلم الطالب من خلالها مفردات الفلسفة ومصطلحاتها العامة والخاصة، والمقصود
بالخاصة عبارات كاتب النص وتقنياته التعبيرية. في إستخدام النص الفلسفي مباشرة من
قبل المتعلم فتوضع الحدود تلقائيا امام المعلم ،فيبعد وجهات نظره الخاصة وأرائه
التي كان من الممكن أن تسقط إسقاطا على ذهن الطالب وفكره كما يحدث غالبا في طرق
الإلقاء.
يؤدي إستخدام النص
أيضاً إلى تزويد الطالب بمعلومات ومعارف حول الفيلسوف والموضوع الذي يكتب فيه في
نفس الوقت.
في التدريس
بالنصوص تدريب على حب القراءة والمطالعة وتفتيح آفاق أمام الطالب ليتساءل أكثر حول
الموضوع الذي يقرأ فيه وبالتالي تدفعه إلى البحث والإستقصاء.
ما هي وظيفة
إستخدام النص في الدرس الفلسفي؟
إستخدام النص يشكل
المادة التي يتعامل معها الطلاب أثناء الدراسة. وهو “بمثابة وسيلة للولوج إلى عقل
الفيلسوف والتعرف على طريقته في التفكير التي قادته لبناء نظامه المتكامل الراقي
الذي يعلم دقة التفكير والتعبير وتسلسل الأفكار وحبكة الكلام وتعليل النتائج وحسن
استخدام عمليات التفكير ، وكلها من الأمور الأساسية التي تلح عليها أهداف التربية
عامة وأهداف تدريس الفلسفة خاصة”.(2)
بهذا المعنى
يصبح للنص تأدية وظيفة أو وظائف متعددة فإما أن يكون النص بحد ذاته الطريقة
أو يشكل جزءاً من طريقة .ففي الحالة الثانية قد يكون بمثابة نشاط تمهيدي ونقطة
إرتكاز للدخول إلى درس جديد.
أو دليل لتعزيز
فكرة وإغنائها، أو صلة وصل بين درس وأخر، أو خلاصة لدرس فلسفي ما يقصد المعلم من
وراء تقديمه أو مناقشته لتوليفة الأفكار التي تم النقاش حولها أثناء الدرس وفي هذه
المراحل التي تم ذكرها يجب أن يكون النص من حيث الشكل نصاً قصيراً.
أما إذا عدنا إلى
الحالة الأولى التي يدرس فيها النص كوسيلة قائمة بذاتها فإن هذا العمل يتطلب مراحل
متعددة لا بدّ من الوقوف عندها مطولاً لأنها جوهر البحث ولبّه وبالتالي هي المنحى
التطبيقي لفكرة تدريس الطرق الناشطة عبر التدريس بالنصوص.
مراحل طريقة
التدريس بالنصوص.
المرحلة
التمهيدية أي مرحلة التعريف بالنص والوصول إلى صياغة إشكالية
مرحلة التعريف
بالنص تشكل مرحلة التقديم ووضعه ضمن السياق المطلوب لبداية الدرس الفلسفي. وهذا
يوجب:
- التعريف الموجز
بالفيلسوف صاحب النص وهذا التعريف يعني إعطاء لمحة عامة عن فكر الفيلسوف والمدرسة
التي ينتمي إليها والمذهب الذي يدافع عنه بمقابل مذاهب أخرى أثرت أو قد تؤثر على
مسار تفكير وتعبير الفيلسوف
-
نوعاً من التمهيد يأخد القارئ تدريجيا إلى الإشكال؛ فالمقدمة تتضمن شقين مترابطين:
- التمهيد للاشكالية
- التعبير عن هذه الاشكالية وصياغتها وطرحها.
من خلال الاجابة على السؤال التالي: ماهو السؤال أو الاشكال الذي يعتبر النص بمثابة جواب عليه أو معالجة له؟ نحدد السؤال المركزي الذي سنطرحه في آخر المقدمة؛
-
أما لصياغة التمهيد، فنطرح الاسئلة التالية:
- ما هو موضوع النص؟
- ما هو المجال او القضية التي يتحرك ضمنها النص؟
- ما هو المفهوم أو المفاهيم الاساسية التي يتمحور حولها النص؟
وتمثل عملية الأشكلة العمليّة الفلسفية بامتياز، ويتوقف إنجازها على الإنتباه إلى صيغة المساءلة في الموضوع الفلسفي والتحري في ما قد تحتمله صيغة الموضوع من تعدد للمستويات الدلالية قصد التمييز بينها والإحاطة بها ثم العمل على تحويل السؤال إلى مشكل من خلال الكشف عن المسلمات الضمنية لصيغة السؤال و بلورة رهانات التفكير فيه.
أما لصياغة التمهيد، فنطرح الاسئلة التالية:
- ما هو موضوع النص؟
- ما هو المجال او القضية التي يتحرك ضمنها النص؟
- ما هو المفهوم أو المفاهيم الاساسية التي يتمحور حولها النص؟
وتمثل عملية الأشكلة العمليّة الفلسفية بامتياز، ويتوقف إنجازها على الإنتباه إلى صيغة المساءلة في الموضوع الفلسفي والتحري في ما قد تحتمله صيغة الموضوع من تعدد للمستويات الدلالية قصد التمييز بينها والإحاطة بها ثم العمل على تحويل السؤال إلى مشكل من خلال الكشف عن المسلمات الضمنية لصيغة السؤال و بلورة رهانات التفكير فيه.
أهمية وفعالية
طريقة التدريس بالنصوص بالرغم من الصعوبات والمحاذير.
بالرغم من كل ما
سلف من محاذير يجب أخذها بعين الإعتبار إلاَّ أن طريقة التدريس بالنصوص في مادة
الفلسفة هي الطريقة الأكثر فعالية والتي تؤدي الغاية والكفاية من الدرس الفلسفي.لأنها
الطريقة التي يشترك فيها المتعلم في عملية التعلم فيصبح مساهماً فعلياً في انتاج
المعرفة لا متلقي سلبي فقط فتحقق بالتالي هدفاً من أهداف المناهج الجديدة وهي جعل
الطالب الجوهر في العملية التعلمية.
كما تشيع هذه
الطريقة الجو الديمقراطي داخل الصف التي تضع حدود لسلطة المعلم المنفردة ذات
الطابع الأحادي في فرض الأراء وتقديم المعلومات الجاهزة التي تحمل في كثير من
الأحيان وجهات نظر خاصة بالمعلم وإن بطريقة غير مباشرة .ومن أهمية هذه الطريقة
أنها تشكل مساعداً مختلفاً في سير عملية التقويم بمعنى أنها توجه المتعلم ضمن
التقويم البنائي خلال العملية التعلمية وليس فقط في نهايتها حيث التقويم النهائي.
التدريس بالنصوص
يمنح المتعلم الثقة بالنفس والقدرة على تكوين الشخصية القوية فيصبح النقاش
واستخراج المفهوم من النص طريقاً إلى تحويل الدرس الفلسفي إلى خبرة معيوشة تدفع
الطالب إلى إتخاذ الموقف المناسب منها.
يبقى التدريس
بالنصوص خاصية أساسية من خصائص طرق التدريس الناشطة التي ينبغي تكريسها بشكل فعال
في العملية التعلمية خاصة أن هذه الطريقة تتجلى فيها الطريقة الحوارية التي تفسح
في المجال أمام الشرح والنقاش والجدال البناء وطرح الأسئلة المفتوحة والمغلقة
وتصويب الأفكار لدى الطالب وإغنائها.
ختاماً يمكن القول
أنه إذا كان التفلسف أبعد ما يكون عن تبعية الفكر والنقل والتقليد فإن هذه الطريقة
تساعد الطالب على إضفاء النكهة الشخصية والتفتيش عن الأفكار وتدعو العقل إلى الدقة
في التفكير والقدرة على النقد والتحليل. كما تدرب الطالب على كتابة الموضوع
الفلسفي لاحقاً والتمكن من المهارات والطرائق التي تسهم في تعليم الطالب كيف
يتفلسف.
ملاحظة: سنتطرق الى نمودج تطبيقي لمرحلة التدريس بالنصوص عن طريق فيديو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق