الطريقة التلقينية

الطريقة التلقينية


الأصول الأولية والخلفية الفلسفية للطريقة التلقينية.

إن الأقدمية في التلقين أمر يظهر جلياً عندما نحاول الإطلاع على العصور القديمة حين إستخدم الأقدمون هذه الطريقة في الوقت الذي لم يكن ما يعرف اليوم بعلم النفس. وما يقدمه من مبادئ وقوانين تساعد على خوض العملية التعلمية بشكل تفاعلي مع المتعلم. ومن الأهمية بمكان عند البحث في الأصول القديمة لطريقة التلقين الوقوف عند الخلفية الفلسفية لهذه الطرائق ليتبين أنها كانت  ميزة المجتمعات التي عرفت الثبات وحافظت عليه لفترات طويلة لأن تلك المجتمعات آمنت بوجود الجماعة وأهمية الفرد من خلالها فقط. لذلك تعززت هذه الطريقة قديما  لأنها كانت خير وسيلة بين المعلم والمتعلم لنقل الزاد الثقافي المتراكم دون المساعدة على بناء التفكير النقدي.في هذه المجتمعات التي وضعت النظم التربوية خدمة لمصالحها وسعت إلى بناء مواطنين يؤمنون إستمرارية مؤسساتها.

 صعوبات التعلم من خلال اللجوء الى طريقة التلقين.

تأخذ الطريقة التلقينية الشكل اللفظي الذي يقدم معلومة سهلة التناول دون عناء الإستكشاف فتظهر الصعوبات كثيرة على شكل الإرهاق والثقل والملل، الذي يبدو كضغط خارجي يقع على فكر الطالب دون تعويده على الحكم والتفكير الشخصي. فينتفي مفهوم المشاركة في العملية التعليمية.
كما تبدو الصعوبة أيضا في الطريقة التلقينية في ضألة الوظيفة المعرفية ومعنى ذلك أن المعارف التي حصل عليها الطالب عن طريق الإلقاء ستكون معارف جامدة وربما ميتة في ذهنه، حين يفاجأ بمواقف جديدة في حياته ويكون عاجزاً عن إتخاذ موقف منها لأن طريقة الممارسة العقلية التي إعتاد عليها في الدرس الفلسفي”الملقن” جرت بعيدة عن الواقعية والممارسة العقلية الناقدة والمفكرة بذاتها وبالمحيط.
صعوبة أخرى أيضا لا بد من ذكرها في هذا المجال أن الطريقة التلقينية تؤدى من المعلم إلى المتعلمين بنفس الأسلوب وبذات الخطاب الموجه دون مراعاة أدنى حدود للفروقات الفردية المفترضة عند التلاميذ ما قد يؤدي إلى عدم إستيعاب، وبالتالي رسوب وفشل في العملية التعليمية.

 النتائج المحصلة في التدريس من خلال الطريقة التلقينية.

إن النتائج الحاصلة من الطريقة التلقينية دون الخوض في التفاصيل وذلك مراعاة لشكل البحث الذي ينصب جوهره في طريقة التدريس بالنصوص .فعودا على بدء أن من نتائج الطريقة التلقينية على سبيل المثال لا الحصر:
-    التعليم الوثوقي والمضمون البعيد عن التفكيك والنقد والمناقشة ذلك لأن المعلومات تقدم جاهزة ومضمونة من قبل المعلم.
-    داء التقوقع في الالفاظ لأن الطالب إعتاد تلقي معلومات ومعارف مصبوبة في قالب الكلام السردي والشرح ذو الطابع الفردي إي من الطرف الواحد(المعلم).
-    في التعليم التلقيني لا يوجد مراعاة وعناية بمجالات التفكير المختلفة فهنا لا محاكاة سوى للجانب الادراكي على حساب الوجداني والنفس حركي لأن التعليم هنا يعيد إكتساب المهارات وهو فقط تزويد معارف.
-    عدم إثارة الدافعية عند المتعلم لأن التحفيز أمر مفقود والمعلم هو المتوجه دائماً إلى المتعلم دون تكريس لعلاقة تفاعلية مرتدة بين معلم ومتعلم.

نكتفي بهذا القدر من الكلام عن الطريقة التقلينيةللإنطلاق إلى ما هو بديل وأفضل إذا أمكن القول بعد طرح بعض التساؤلات بإعتبار ما هي الطرق البديلة وبالتالي الناشطة التي تؤدي إلى العملية التعليمية مبتغاها بشكل أفضل؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كافة الحقوق محفوظة 2012 © www.th3philo.comمدونة عالم الفلسفة

سياسة الخصوصية - Privacy Policy