مواقف فلسفية،الحرية و الحتمية

 مواقف فلسفية،الحرية و الحتمية

الحرية و الحتمية.

ارتبط مفهوم الحرية في التفكير الفلسفي اليوناني بنشأة و شروط الممارسة السياسية وقد اعطى هذا التفكير الفلسفي حق الحرية للأسياد دون العبيد, لان العبد على حد تعبير "ارسطو" مجرد الة حية, فللسيد وحده الحق في ممارسة النشاط السياسي و التأمل النظري.

الاشكال المحوري: 

اذا كانت الحرية تتحدد بقدرة الفرد على الفعل و الاختيار, فهل ستكون هذه الحريةمطلقة ام نسبية ؟ و هل ثمة حتميات و ضروريات تحد من تحقيق الارادة الحرة لدى الانسان؟
 ابيقور:
يرى ان الحر لم يعد هو نقيض العبد او السجين, بل اصبح الانسان الحر هو من تخلص من اكراهات الغرائز و الرغبات, و عاش طبقا لنظام 
العقل و الطبيعة , لذلك تم التركيز على حرية الفرد باعتبارها حرية داخلية يعيشها و يشعر بها رغم خضوعه لضوابط المجتمع و اكراهاته.
يذهب سبينوزا الى ان الحرية او بالاحرى الشعور بالحرية مجرد خطأ ناشئ مما في غير المطابقة من نقص و غموض, فالناس يعتقدون انهم احرارا لانهم يجهلون العلل التي تدفعهم الى افعالهم , كما يظن الطفل الخائف انه حر في ان يهرب, و يظن السكران انه يصدر عن حرية تامة , فاذا ما تاب الى رشده عرف خطأه .
مضيفا انه لو كان الحجر يفكر , لاعتقد بدوره انه انما يسقط الى الارض بارادة حرة , و بذلك تكون الحرية الانسانية خاضعة لمنطق الاسباب و المسببات الذي ليس سوى منطق الحتمية.


يرفض"ميرلوبونتي" فكرة الحرية المطلقة كما تصورها الفيلسوف" سارتر" , كما يرفض-ميرلوبونتي القول بالحتميات الطبيعية و النفسية و الاجتماعية التي ارتكزت عليها بعض التيارات في العلوم الانسانية فهذه المواقف تعبر عن خطأ في فهم الوجود الانساني . ذلك ان الانسان كائن موضوعي موجود في العالم و مع الاخرين.
اما الفيلسوف الشخصاني "ايمانويل مونييه" , فيعتبر الموجود الانساني ليس شيئا بين الاشياء ,و ليس حزمة ميول سيكولوجية , او عوامل بيولوجية او قواعد اجتماعية , بل انه شخص اي انه موجود ذو نفس و جسد, وحاضر في العالم ومع الاخرين , و بما ان الطبيعة البشرية و المجتمع و العالم الطبيعي, في نظام ضلروري توجهه ضروب من الحتميات , فان الحرية ليست محددة ولا مطلقة, انها عملية( تشخصن ) مستمر , يقوم به الكائن البشري حتى يصل الى مرحلة الانسان بالانفتاح 
على المثل العليا, وعلى المجتمع و على العالم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كافة الحقوق محفوظة 2012 © www.th3philo.comمدونة عالم الفلسفة

سياسة الخصوصية - Privacy Policy