فالسياسة
إذن هي ممارسة للسلطة داخل المدينة أو الدولة، وبواسطتها يتم تثبيت
القانون من خلال قوة عمومية تتجسد في مجموعة من الأجهزة والمؤسسات. هكذا
يحيل مفهوم السياسة على مجموعة من المفاهيم المرتبطة به، مثل: الدولة،
السلطة السياسية، الحق، القانون، العدالة…
وقد
اعتبر أرسطو أن الإنسان حيوان سياسي بطبعه، وأن “الأمر الذي يميز الإنسان
بشكل خاص هو كونه يدرك الخير والشر، والأمر العادل والجائر، وكل العواطف
الشبيهة بذلك، والتي يكون التواصل بها مؤسسا للأسرة وللدولة” ( أرسطو،
السياسة، عن الكتاب المدرسي، مباهج الفلسفة، السنة الأولى باكلوريا، ص64 ).
فالممارسة السياسية إذن تشكل أهم الممارسات البشرية، وهي التي تجعل الوجود الاجتماعي منظما وقائما على مبادىء عقلية قانونية وأخلاقية. ولهذا لا يتحدد مجال النظر السياسي بمفهوم الدولة فقط ، وإنما بمفاهيم أخرى مرتبطة بها كالحق والعدالة والعنف.
فالدولة
ترتكز على قوانين تتوخى إحقاق الحق والإنصاف والعدالة والمساواة وتهذيب
السلوك البشري. غير أن الناس مع ذلك، وتبعا لمصالح محددة، يلتجئون إلى
ممارسة العنف على بعضهم البعض، مما قد يضطر الدولة إلى التدخل بقوانينها
وأجهزتها القضائية إلى إحقاق الحق وتثبيت العدالة.
- فما الدولة؟ ومن أين تستمد مشروعيتها؟ وما الغاية منها؟ وكيف تمارس سلطتها السياسية؟
- ما العنف؟ ما هي أشكاله ومظاهره؟ وما هو دور العنف في التاريخ؟ وهل يمكن الإقرار بمشروعية العنف الممارس من قبل الدولة؟
- ما الحق؟ ما أساسه ؟ ما العدالة؟ وما طبيعتها؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق