مواقف فلسفية،مشروعية الدولة وغاياتها.

يمكنك الرجوع عزيزي الى جميع المواقف الفلسفية المتعلقة بدروس السنة الثانية باكالوريا  من هنا

مواقف فلسفية،مشروعية الدولة وغاياتها.



ما الغاية من وجود الدولة؟ ومن اين تستمد الدولة مشروعيتها للقيام بوظائفها المختلفة؟ هل تستند الدولة على مشروعية دينية ام تعاقدية ام عقلية؟

باروخ اسبينوزا

لقد قطع فلاسفة التعاقد الاجتماعي مع التصور الديني للدولة ولذلك فمشروعية الدولة عندهم تستمد من الالتزام بمبادى التعاقد المبرم بين الافراد ككائنات عاقلة و حرة.
هذا التعاقد الحر بين الافراد سيؤسس الدولة على قوانين العقل , التي من شئنها أن تتجاوز مساوئ حالة الطبيعة القائمة على قوانين الشهوة , و التي أدت الى الصراع و الفوضى و الكراهية و الخداع و لذلك فغاية الدولة هي تحقيق المصلحة العامة المتمثلة حسب اسبينوزا في تحرير الافراد من الخوف, واتاحة الفرصة لعقولهم لكي تفكر بحرية وتؤدي وظائفها بالشكل المطلوب دون استخدام لدوافع الشهوة من حقد وغضب وخداع, ويختصر (اسبينوزا) الغاية من وجود الدولة بقوله:"الحرية هي الغاية الحقيقية من قيام الدولة".

موقف اصحاب الدولة الدينية

تقوم مشروعية الدولة الدينية على نظرية الحق الالاهي, وتعني اعتبار ان الحاكم الاه ويحكم باسم السماء و غايته القصوى هو حفظ شريعة المؤمنين وانتقلت في القرون الوسطى الى نظرية التفويض الالاهي ومعناه ان الله يفوض احد عباده الاخيار (انبياء,حكماء, زعماء...)ممارسة الحكم وتسيير شؤون الناس باعتباره خليفة الله في ارضه فيحكم باسم الله.

فريدريك هيجل

انتقد التصور التعاقدي الذي يعتبر ان الدولة غاية خارجية مثل السلم او الحرية او الملكية , ورأى ان غاية الدولة لاتكمن في اي غاية خارجية , وانما تتمثل في غاية باطنية فالدولة غاية في ذاتها من حيث انها تمثل روح وارادة ووعي امة من الامم ويعتبر تجسيدا للعقل الاخلاقي الموضوعي 
ان الدولة هي التحقق الفعلي للروح الاخلاقي باعتباره ارادة جوهرية و كونية ومن واجب الافراد ان يكونوا أعضاء في الدولة وان يتعلقوا بها لان في ذلك سموهم وعلو مرتبتهم , فلا يكون للفرد وجود حقيقي و اخلاقي الا بانتسابه الى الدولة.
هكذا يعطي "هيجل" الاولوية في تحليله الى الكل على الاجزاء و الى الدولة على الافراد ويجعل مصيرهم في ان يحيوا حياة عامة وكونية.
فمشروعية الدولة اذن لاتستمد عند "هيجل" من التحالفات القائمة بين الافراد بل تستمد من مبادئ عقلية وموضوعية تتأسس عليها الدولة بشكل حتمي يتجاوز الارادات الفردية ذاتها.

ماكس فيبر

هناك 3 مشروعيات تستند عليهم الدولة.

وقد بين فيما بعد "ماكس فيبر" بأن هناك انواعا متعددة من المشروعية عبر التاريخ, مشروعية الحكم اعتمادا على التراث وحماية الماضي و استلهام الاجداد, و المشروعية المرتبطة بشخص ملهم يمثل سلطة دينية واخلاقية, او ايديولوجية ويحكم باسمها, و المشروعية المؤسسية المستمدة من التمثيلية الانتخابية و مرجعية القانون و المؤسسات و توزيع السلط.
ويشير "فيبر" الى انه نادرا ما نجد هذه النماذج من المشروعية مجسدة بشكل خالص على ارض الواقع بل غالبا ما نجد تداخلات فيما بينهما على مستوى ممارسة الدولة لسلطتها على الافراد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كافة الحقوق محفوظة 2012 © www.th3philo.comمدونة عالم الفلسفة

سياسة الخصوصية - Privacy Policy