الفلسفة النقدية كانط نموذجا


أهم المدارس و المذاهب في الفلسفة الحديثة


الفلسفة النقدية كانط 

إن هذا الصراع الفلسفي بين الاتجاهين العقلاني والتجريبي، أدى بذلك إلى ظهور تيار نقدي بزعامة إيمانويل كانط حول مفهوم العقل، حيث حاول تجاوز نظرة كل من العقلانيين والتجريبيين، وذلك بدمج عناصر العقلية بعناصر التجربة، لأنهم كانوا ينظرون إلى العقل من جانب واحد، فهو يرى بأن العقل ملكة في المعرفة يتألف من صور ومبادئ قبلية سابقة على التجربة، يقوم بتنظيم معطيات التجربة ويقوم بتحويلها إلى معرفة يقينية، وهذا ما جاء على لسانه بأن العقل منظومة من المبادئ القبلية.
ويرى كانط أن هناك مصدران للمعرفة، وهما الحساسية والفهم، ونقصد بالحساسية بأنها هي المسؤولة عن تنظيم الانطباعات الحسية المتفرقة التي تقدمها التجربة على شكل مدركات حسية، أي أنها تقدم لنا الموضوعات، بينما الفهم هو الذي يحول تلك المدركات الحسية إلى معرفة وذلك بواسطة مقولات قبلية تنصب فيها معطيات التجربة الحسية، فتتحول إلى معرفة، وهنا نعني بالفهم أنها تقوم بتعقل تلك الموضوعات، وقد ميز كانط بين ثلاثة أنواع من المعرفة:

معرفة قبلية تحليلية :
 

وتتميز بالدقة والثبات إلا أنها غير كافية للتعليم Uninformative حيث لا توضح إلا ما يتضمنه التعريف Definition.

معرفة بعدية مُخلقة : 

وتُنتج معلومات عن العالم الخارجي نتيجة التعلم من الخبرات، وهي عرضة للوقوع في الخطأ بسبب اعتمادها على الحواس.

معرفة قبلية مُخلقة 
: 

وتنتج عن الحدس الخالص Pure intuition وتتميز بالدقة والثبات لأنها تعبر عن الحالات الأساسية التي تنطبع على العقل نتيجة الخبرة بالأشياء، وطبقاً لكانط فهذا النوع من المعرفة تنتجه الفلسفة والرياضيات أحمد إبراهيم أحمد، حاجتنا للمعرفة
ومن هذا المنطلق يتضح لنا أن المعرفة في نظر كانط هي عملية معقدة صعبة يساهم فيها كل من العقل والحواس. وهذا ما جاء بقول كانط: » الحدوس الحسية بدون مفاهيم تظل عمياء، والمفاهيم بدون حدوس حسية تضل جوفاء  (kant-critique de la raison pour). » هكذا يبدو لنا أن العقل عند كانط يتجسد في شكل بناء مقولات أو الصور القبلية التي ستكون عديمة الفائدة لولا معطيات التجربة الحسية.
ومن هنا يمكن أن نقول بأن العقل وحده لا يستطيع أن ينتج معرفة أكيدة يقينية، دون الاعتماد على التجربة، فإن تجاوز العقل التجربة أصبح عقلا جداليا سجاليا، لا ينتج معرفة يقينية، وبالتالي ينتج أطروحات متناقضة ليس ثمة سبيل إلى حلها
.

خـلاصـــــة:

في النهاية نستنتج ان المذاهب الفلسفية قد تتعدد وقد تختلف في مضامينها و منطلقاتها. لكن لا يعني ذلك انها لا تتفق وتتقارب فيما بينها. بل هي فلسفات تمتلك نسقا فكريا خاصا بها يمتاز بالتماسك والانسجام يصل المقدمات بالنتائج في حلقات متسلسلة ومنطقية تشرح ذلك المضمون وتبرره ،وتبقى هذه المذاهب مشتركة في هدف واحد وهو اداك الحقيقة وامتلاك المعارف والأفكار الصحيحة لتوجيه الانسان نحوها والعمل على تحقيقها لحل قضايا الانسانية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كافة الحقوق محفوظة 2012 © www.th3philo.comمدونة عالم الفلسفة

سياسة الخصوصية - Privacy Policy